بوكرين المعتقل السياسي في عهد ثلاثة ملوك

انخرط في حزب الاستقلال عام 1950، و هو في الخامسة عشرة من العمر، ليلتحق بعد ثلاث سنوات بالمنظمة السرية التي كان يقودها الشهيد محمد الزرقطوني. مثل الكثير من المغاربة، كان يحلم بمغرب مستقل لا وجود فيه للخونة و العملاء، لكن صدمات الأمر الواقع كانت قوية بتولي العديد ممن خدموا الاستعمار مناصب القرار، مقابل تهميش المقاومة، و محاصرة جيش التحرير

محاكمات

جريدة المساء

6/16/2007

بينما انتقل بعض المعتقلين السياسيين من المعارضة إلى دواليب الحكم، ظل (( الرفيق )) محمد بوكرين وفياً على الطريق، و هو ما كلفه سنوات من الاعتقال في عهد ثلاثة ملوك.

انخرط في حزب الاستقلال عام 1950، و هو في الخامسة عشرة من العمر، ليلتحق بعد ثلاث سنوات بالمنظمة السرية التي كان يقودها الشهيد محمد الزرقطوني. مثل الكثير من المغاربة، كان يحلم بمغرب مستقل لا وجود فيه للخونة و العملاء، لكن صدمات الأمر الواقع كانت قوية بتولي العديد ممن خدموا الاستعمار مناصب القرار، مقابل تهميش المقاومة، و محاصرة جيش التحرير، لذلك لم يتردد بوكرين في المشاركة في أول انتفاضة مسلحة شهدتها جهة تادلة أزيلال. هكذا كان هذا الشاب الأمازيغي من أول المعتقلين في عهد الملك الراحل محمد الخامس، عام 1960، حيث قضى سبعة أعوام في سجون أوفقير.

عاد إلى الاعتقال في عهد الحسن الثاني إثر أحداث مولاي بوعزة عام 1973، و قضى في السجن ثلاثة أعوام. ناضل في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، و كان ضمن المؤسسين للإتحاد الاشتراكي. و لأنه لم يقبل انحراف الرفاق، فقد قضى عاما و نصف في السجن، ثم ثلاثة أعوام بدعوى رفعها ضده الرفاق. و هكذا انضم الى المنشقين المؤسسين لحزب الطليعة، كما كان من رواد العمل النقابي و الحقوقي.

و في فورة النقاش السياسي الذي واكب اعتلاء محمد السادس الحكم، وجد بوكرين نفسه منخرطاً في تأسيس هيئة تدافع عن ضحايا سنوات الرصاص، ليتم انتخابه عضواً في المجلس الوطني للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة و الانصاف. و يسجل له أنه لم يتقدم بملف قصد تعويضه عما تعرض له من انتهاكات لقناعته أن من ناضل إنما قدم ذلك من أجل وطن حر و كريم.

كان من الطبيعي أن يحضر بوكرين الوقفة التضامنية التي دعت إليها الهيئة المحلية ببني ملال للتضامن مع معتقلي فاتح ماي المتابعين بتهمة المس بالمقدسات، و هو لا يعلم أنه سيتابع بنفس التهمة، و يعود إلى الزنزانة في عهد محمد السادس و هو في الثانية و السبعين من العمر ليكون بذلك أكبر معتقلي الرأي بالمغرب، و الوحيد الذي يعتقل في عهد ثلاثة ملوك. و اللافت أن السلطات أفرجت عن باقي المعتقلين و أبقي على محمد بوكرين رهن الاعتقال، ليحرج اعتقاله الدولة المغربية المقبلة على استحقاقات وطنية و دولية.

و قد شكل هذا الاعتقال موضوع وقفة احتجاجية أمام السفارة المغربية بفرنسا بمشاركة ممثلين عن منظمة العفو الدولية.

كما شكل الموضوع وقفة تضامنية أمس الجمعة أمام المصالح الدبلوماسية المغربية باسبانيا بدعوة من الكنفدرالية العامة للشغل. و في الوقت نفسه شهدت مدن الرباط سلا و الدار البيضاء، و بوعرفة و وجدة و القصر الكبير و بني ملال وقفات تضامنية أمس بدعوة من الهيئة الوطنية للتضامن مع معتقلي فاتح ماي.

مسجون في الثانية و السبعين من العمر بتهمة المس بالمقدسات