توقيفات معتقلي بني ملال أساءت إلى من كان وراءها أكثر مما خدمته
اعتبر الحلماوي الشعارات التي اعتقل بسببها معتقلو بني ملال شعارات مألوفة بما في ذلك الشعار الذي قيل إنه مكتوب على لافتة جاء فيها "كفانا مقدسات مزيداً من الحريات"، و في اعتقاده أن هذا الشعار لا علاقة له إطلاقا بأي فعل جرمي في حق المقدسات لأن روح الشعار تهدف إلى المطالبة بعدم التوسيع و المزيد من مقدسات أخرى و التي قد تكون على حساب حرية الرأي العام و التعبير.
إهانة المقدسات
جريدة المشعل
6/14/2007


أحمد حلماوي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي بني ملال
¡ في أي سياق تمت هذه المتابعات؟
¡¡ هذه المتابعات تمت بعد قيام اللجنة المحلية لدعم و مساندة معتقلي فاتح ماي 2007 بوقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية ببني ملال تضامنا مع هؤلاء المعتقلين، و الغريب في الأمر أن الاعتقالات لم تتم إلا بعد مرور ست ساعات على انتهاء الوقفة.
¡ وجهت إلى المعتقلين تهمة التجمهر غير المرخص و المس بالمقدسات و تحقير محرر قضائي أين يتجلى المس بالمقدسات في وقفة تضامنية؟
¡¡ الأمر يتعلق بتصريحات مألوفة، حسب تصريحات البعض ممن شارك في هذه الوقفة. و قد وصلنا أنه من بين الشعارات التي اعتبرت مسيئة للمقدسات، ذلك الشعار الذي قيل إنه مكتوب على لافتة جاء فيه "كفانا مقدسات مزيدا من الحريات".
و في اعتقادي أن هذا الشعار لا علاقة له إطلاقا بأي فعل جرمي في حق المقدسات. فروح الشعار ترمي إلى المطالبة بعدم التوسع و المزيد من مقدسات أخرى، و التي قد تكون على حساب حرية الرأي و التعبير. و بالتالي تبقى تلك الشعارات ضمن الحق في الرأي و التعبير. لا علاقة لها بالمس بالمقدسات.
¡ في نظركم هل هذه المتابعات و التوقيفات قانونية؟
¡¡ طبعا تبقى هذه المتابعات في حق المناضلين المستهدفين من هذه الحملة غير قانونية، و أن ذلك يسيء إلى من كان وراء هذه المتابعات و التوقيفات، أكثر مما يخدمه.
¡ في تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان جاء فيه أنه تم انتزاع الاعترافات تحت الإكراه و التعذيب. بالنسبة لمعتقلي فاتح ماي، هل تعرض معتقلو بني ملال للتعذيب؟
¡¡ أثناء حملة الاعتقالات تم سوق المعتقلين دون ترك الفرصة لهم لحمل ألبستهم لتقيهم البرد ليلا، ووصل الأمر بالشرطة إلى إلقاء القبض على أحد المعتقلين بالعنف و الإهانة أمام المواطنين، و ذلك بالشارع العام. كما أن الاعتقالات تمت أحيانا خارج الأوقات المسموح بها، و كان ذلك ليلا.
¡ كمحامي و كحقوقي ما هي مؤاخدتكم على قانون المس بالمقدسات؟ على اعتبار أنه مفهوم فضفاض و دقيق؟ كيف يمكن تعريفه؟ متى يبدأ المس بالمقدسات و متى ينتهي؟
¡¡ في رأيي أن حرية الرأي و التعبير تعتبر من أهم المقدسات كذلك، و لا يمكن استعمال كلمة مقدسات لتصفية الحسابات مع المعارضين للسلطة، و قمعهم بمقتضى ذلك. و هذا يذكرنا بظهير كل ما من شأنه السيئ الذكر. و لذلك تعين أن لا يحاسب الشخص إلا على أفعال ينظمها القانون بدقة انطلاقا من قدسية الحق في حرية الرأي و التعبير.
¡ شكلت لجنة وطنية للدفاع عن معتقلي فاتح ماي بالعديد من المدن المغربية؟ كيف تقيمون هذه الخطوة و هل بإمكانها أن تحقق أهدافها في ظل إقرار محاضر الاستنطاق بوجود صور تؤكد ضبط المعتقلين و هم يحملون لافتات مسيئة للنظام الملكي بأكادير؟
¡¡ إن الدفاع عن المعتقلين السياسيين واجب تسمح به جميع القوانين و المواثيق الدولية. و أن تكوين اللجن الوطنية و المحلية مسألة عادية للدفاع عن هؤلاء المعتقلين، و يمكن لعمل هذه اللجن أن يؤتي أكله و ذلك بحشد الدعم الوطني و الدولي. أما القول بوجود صور تؤكد ضبط المعتقلين و هم يحملون لافتات مسيئة للنظام الملكي بأكادير، فلا يمكن أن أفيدكم بأي شيء بخصوص هذا الموضوع لأنني لم أطلع على تلك المحاضر، و أي تقييم أو تقدير من طرفي لها، يبقى غير موضوعي.
¡ ألا ترون أنه بمثل هذه المتابعات قد تراجع المغرب عن مبدأي الحق في حرية الرأي و التعبير اللذين تكفلهما المواثيق الدولية؟
¡¡ فعلا أن هذه المتابعات عمقت المساس بحرية الرأي و التعبير اللذان تحميهما المواثيق الدولية.
¡ ما هو الجديد في متابعات معتقلي بني ملال؟
¡¡ الجديد هو أن النيابة العامة تابعت تسعة مناضلين في حالة سراح في حين أبقت المناضل محمد بوكرين في حالة اعتقال، و الذي يبلغ من العمر 72 سنة و كان قد تعرض للاعتقالات و السجون السرية و العلنية منذ بداية الاستقلال إلى الآن. و لم يحصل حتى على التعويض عن التعسف و الضرر أيام الجمر و الرصاص و عن الطرد التعسفي من العمل.
كما أن الملف عرض على ابتدائية بني ملال يوم 8/6/2007، ليعرف هذا الملف خرقاً سافراً لحقوق الدفاع من طرف رئيس الهيئة، في سابقة لا مثيل لها من قبل، حسب علمي.
اعتبر الحلماوي الشعارات التي اعتقل بسببها معتقلو بني ملال شعارات مألوفة بما في ذلك الشعار الذي قيل إنه مكتوب على لافتة جاء فيها "كفانا مقدسات مزيداً من الحريات"، و في اعتقاده أن هذا الشعار لا علاقة له إطلاقا بأي فعل جرمي في حق المقدسات لأن روح الشعار تهدف إلى المطالبة بعدم التوسيع و المزيد من مقدسات أخرى و التي قد تكون على حساب حرية الرأي العام و التعبير.