رسالة مفتوحة إلى الملك... المقاربة الإحسانية..

وجه خالد الجامعي رسالة مفتوحة إلى الملك "بروح مجللة بالحسرة و المرارة، و قلب متصدع بلغ به الغيظ مداه جراء ما طالعه في أسبوعية الأيام، العدد 291، (حوار أريري)، و المقال المنشور بالوطن الآن، عدد 255 ليوم السبت 28 يوليوز، ليس بصفته عاهلا للبلاد،

إهانة المقدسات

النهج الديمقراطي

9/1/2007

وجه خالد الجامعي رسالة مفتوحة إلى الملك "بروح مجللة بالحسرة و المرارة، و قلب متصدع بلغ به الغيظ مداه جراء ما طالعه في أسبوعية الأيام، العدد 291، (حوار أريري)، و المقال المنشور بالوطن الآن، عدد 255 ليوم السبت 28 يوليوز، ليس بصفته عاهلا للبلاد، و لا كرئيس دولة، و لا كسلطان، و لا كأمير للمؤمنين، و لا كملك ("...جريدة المساء، ص5، العدد 272، السبت الأحد 4/8/2007 )، و إنما فقط كإنسان و كأب و كمواطن. و ضمن الرسالة المفتوحة الكثير من العواطف الجياشة...

و إذ أقدر هذه المبادرة الانسانية و من ورائها شهامة خالد الجامعي خاصة نحو الطفل الرضيع سفيان ابن الصحافي المعتقل مصطفى حرمة الله و مساهمات أخرى في مجال فضح واقع حقوق الانسان و منه واقع الصحافة، أدعوا بالمناسبة إلى تجاوز المقاربة الإحسانية المرتكزة على استجداء العطف و الشفقة...

إننا كمواطنين لنا حقوق، و الحق ينتزع و لا يعطى. و في جميع الأحوال، هناك قانون و من المفروض أن يكون فوق الجميع بما يحفظ الحق، لأننا نعلم أن القانون محكوم بخلفية حماية المهيمن/الحاكم و مصالحه. و من هنا راهنية و مشروعية ملاءمة القوانين المحلية و المواثيق الدولية لحقوق الانسان "لبناء دولة الحق و القانون".

إن اللجوء إلى مخاطبة قلب/العاطفة من شأنه تكريس سيادة اللآقانون و المزاجية و "الممارسة اللآديمقراطية و اللآحداثة"، في الوقت الذي ينادي فيه الكل بالحداثة و الديمقراطية. إنها مفارقات غير مقبولة إذا كان يهمنا حقاً إرساء ثقافة حقوق الإنسان و التربية عليها.

إن مخاطبة القلب/العاطفة لتحمل في طياتها الاعتراف بالذنب أو الجرم (الاعتراف غير المقصود)، و حتى بعض الإهانة (غير المقصودة طبعاً...)

على العموم، لا يمكن إلا إدانة ما تعرض له الطفل الرضيع سفيان حرمة الله و الدعوة إلى متابعة من اقترفوا تلك الجريمة الشنعاء في حقه (كفى من الإفلات من العقاب).

كما لا يمكن إلا استنكار محنة الصحافة ببلادنا سواء مع أسبوعية "الوطن الآن" أو مع أسبوعيات أخرى و آخرها تيل كيل و نيشان.

و في الأخير، أسجل تضامني مع الصحافيين أريري و حرمة الله و بنشمسي...، و أتساءل: أي مصداقية للأنتخابات في ظل حجز الصحف و اعتقال و محاكمة الصحافيين و متابعة و اعتقال الحقوقيين (أكادير و القصر الكبير و بني ملال)، ناهيك عن الأوضاع الإقتصادية و الاجتماعية المتردية...

و أسأل خالد الجامعي: هل نخاطب القلب/العاطفة لتمر الانتخابات في أجواء نزيهة و شفافة؟...

و هل نخاطب القلب/العاطفة لترفع العصا عن مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الانسان؟...

و هل نخاطب القلب/العاطفة لترفع المحنة عن عمال جبل عوام؟...

و ماذا عن معتقلي فاتح ماي و عن الشيخ المناضل بوكرين (72 سنة) و عن باقي المعتقلين السياسيين؟

معذرة خالد...