الدفاع ينفي إهانة المتهم للمقدسات
حجزت محكمة الاستئناف ببني ملال قضية محمد بوكرين و المتابعين معه في ملف ما يعرف بإهانة المقدسات و تحقير محرر قضائي و إهانة هيئة منظمة و التظاهر غير المرخص، إلى غاية الخميس المقبل للنطق بالحكم
سجين المقدسات
سعيد فالق - جريدة الصباح
8/6/2007


النطق بالحكم في ملف بوكرين الخميس المقبل
حجزت محكمة الاستئناف ببني ملال قضية محمد بوكرين و المتابعين معه في ملف ما يعرف بإهانة المقدسات و تحقير محرر قضائي و إهانة هيئة منظمة و التظاهر غير المرخص، إلى غاية الخميس المقبل للنطق بالحكم في متابعة قضائية استأثرت باهتمام الرأي المحلي و الوطني على خلفية اعتقال مجموعة من الأشخاص نظموا وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية ببني ملال للتضامن مع معتقلي فاتح ماي الأخير الذين أدينوا بالسجن النافذ.
و كان دفاع بوكرين البالغ من العمر 72 سنة مثل أمام أنظار المحكمة في حالة اعتقال، تقدم بملتمس السراح المؤقت لفائدة موكليهم، لكن هيأة المحكمة رفضت تلبية الملتمس، ليبقى محمد بوكرين رهن الاعتقال رغم ظروفه الصحية الصعبة. و حضر للدفاع عن المتهم محمد بوكرين و تسعة متهمين آخرين مثلوا أمام أنظار المحكمة صباح الخميس في حالة سراح، كل من النقيب عبد الرحمان بنعمرو و عبد السلام الشاوش و علي عمار و طارق السباعي عن هيأة الرباط، و محمد الخطاب عن هيأة تازة و أحمد حلماوي، و محمد الضو و محمد القنادلي، و محمد آيت أومني عن هيأة بني ملال.
كما سجل النيابة عن المتهمين العشرة كل من النقيب محمد برطيع و مصطفى بروك و عبد الكريم أمين و عبد الكريم فرحات و نقيب هيأة المحامين بخريبكة عبد الرحمان العلالي. من جانبه أوضح محمد بوكرين في معرض جوابه عن التهم المنسوبة إليه أن الأمر يتعلق بحرية الرأي و التي تقتضي الخوض في كل القضايا السياسية و مناقشتها و إبداء الرأي فيها، و لا علاقة لملفه بإهانة المقدسات، فيما أشار طارق السباعي، عن هيأة الرباط إلى أن مقتضيات المسطرة الجنائية الجديدة التي لم تطبق بنودها أثناء مناقشة المحكمة الابتدائية ببني ملال للملف، كانت صرفت عليها الدولة حوالي 30 مليار سنتيم لإعدادها و إخراجها إلى حيز الوجود. بينما اعتبر عبد الرحمان بنعمرو في مداخلته التي دامت أكثر من ساعة و نصف، أن ما صدر عن موكله محمد بوكرين لم يكن سوى نقد لهياكل الدولة و لا يتعلق بإهانة شخص الملك.
فيما اعتبر باقي المحامين (هيأة بني ملال) أن الأفعال المنسوبة إلى موكليهم، ما هي إلا نقد لسياسة عامة في البلاد، و لا تعني أشخاصاً محددين. و أشار بعضهم إلى أن محمد بوكرين مارس المعارضة منذ استقلال المغرب، و له الجرأة الكافية للتعبير عن مواقفه دون مواربة، ما أهله لإثارة المواضيع بعقلانية اكتسبها من خلال تجربته الطويلة بعيداً عن توجيه القذف لأشخاص محددين.
و سجل المتتبعون لمجريات ملف محمد بوكرين و المتابعين معه، أن الجلسة الأخيرة لم تعرف كسابقاتهانوعا من التشديد و المراقبة الصارمة على الزاغبين في متابعة مجريات الجلسة عن كثب، إذ سمح للجميع بمتابعة أطوار الجلسة دون مراقبة تذكر، فيما لوحظ حضور ممثلين لقوات الأمن يربضون بالقرب من جنبات محكمة الاستئناف، لكن لم يسجل أي تدخل أمني في حق أي كان.
إلى ذلك، كانت المحكمة الابتدائية ببني ملال أدانت ابتدائياً، بعد محاكمات ماراثونية، محمد بوكرين بالسجن سنة حبساً نافذاً و غرامة مالية قدرها 1.000 درهم و ببراءته من تهمة التظاهر بدون ترخيص.
كما أدانت المحكمة نفسها محمد اليوسفي و عبد الكبير الربعاوي و ابراهيم أحنصال بشهرين حبساً موقوفة التنفيذ و غرامة مالية قدرها 500 درهم من أجل تهمة إدانة هيأة قضائية و تحقير مقرر قضائي، و بالحكم ببراءة محمد فاضل و عباسي عباس و العاجي عبد الرحمان و اسماعيل أمرار و عزيز تيمور و الشرقي النبيذ من جميع التهم المنسوبة إليهم.
و كان المتابعون اعتقلوا على خلفية تنظيمهم وقفة تضامنية أمام المحكمة الابتدائية ببني ملال، مع معتقلي فاتح ماي الأخير وطالبوا بإطلاق سراحهم و بطلان محاكمتهم.